دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كل أحرار العالم إلى الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية وأن يقدموا كافة أشكال الدعم والمؤازرة، مؤكدا أن الشعب اليمني إضافة نوعية لمحور المقاومة.
وحذر السيد نصر الله في كلمته التي ألقاها اليوم الجمعة، بمناسبة يوم القدس العالمي “العدو الإسرائيلي من أي خطوة خاطئة باتجاه لبنان وأي محاولة للمس بقواعد الاشتباك قد يفكر فيها”، وأكد “لن نتساهل مع أي تجاوز أو خطأ أو حركة عدوانية إسرائيلية على كامل الأراضي اللبنانية ويجب أن يفهم العدو هذه الرسالة الواضحة”.
وقال السيد نصر الله “حول مناورة العدو الإسرائيلي القادمة يوم الأحد المقبل وفي ظل التطورات القائمة من حقنا أن ندعو إلى الحذر على صعيد المنطقة عموما وكذلك في لبنان ونحن سنكون حذرين وسنواكب بشكل دائم لحركة هذه المناورات”.
وعن مناسبة يوم القدس، قال السيد نصر الله إن “الثورة الإسلامية في إيران ملتزمة بإحياء يوم القدس العالمي منذ أيام الإمام الخميني واليوم في أيام الإمام الخامنئي وهي ليست مسألة تكتيكية أو سياسية وإنما هي مسألة عقائدية وحق مطلق لا يمكن أن يتبدل”، وتابع “عندما نقول مسألة عقائدية فإن الإنسان لا يتخلى عن إلهه ولا دينه وعقيدته واليوم هو يوم التعبير عن الموقف الثابت”.
وعن التطورات في فلسطين المحتلة، قال السيد نصر الله إن “المشهد الفلسطيني العام هو مشهد رفض للاحتلال وتمسك بالحق وهذا ما يعطي المشروعية لكل محور المقاومة ولكل مساندة تقدم للشعب الفلسطيني سواء كانت سياسية أو عسكرية أو غيرها”.
وأضاف “ما نشهده بالقدس المحتلة من مواجهة بالجسد العاري للعدو المدجج بالسلاح هو تطور مهم لأن الإسرائيلي اعتقد أن الفلسطيني بالقدس والضفة ليس لديه القوة على المواجهة”، ولفت إلى أن “التطور الأهم والأخطر والذي يجب تثبيته هو مسألة دخول قطاع غزة بمقاومتها العسكرية وبصواريخها على خط المواجهة بالقدس”، وأشار إلى أن “الإسرائيلي يعترف أن دخول غزة على مسألة الصراع هو تهديد خطير جدا وهذ يفتح أفاقا كبيرا في المقاومة وأنا أدعو قادة المقاومة لمواصلة هذا المنهج”.
وشدد السيد نصر الله على أن “العنوان الأبرز هو الثبات الفلسطيني وعلينا أن نكون إلى جانب الشعب الفلسطيني وأن لا نبحث عن مبررات للتخلي عن هذه المسؤولية”، وتابع “العنوان الهام هو ثبات محور المقاومة، ايران الدولة الأقوى في هذا المحور ومنذ سنوات طويلة هناك جهد لإسقاط النظام في إيران وإعادتها إلى المحور الإسرائيلي والأمريكي”، وأشار إلى أن “ايران عبرت بشكل كبير جدا مرحلة الخطر وخروج أمريكا من الاتفاق باعتراف الأمريكيين كان خطأ كبيرا وفتح المزيد من الأبواب أمام الإيرانيين”.
واكد السيد نصر الله أن “ما يرعب إسرائيل هو التطور النووي السلمي الإيراني الهائل”، ولفت إلى ان “المفاوضات الإيرانية السعودية كلنا سمعنا بها وأيضا كلام الولي العهد السعودي نحو إيران وهذا كله يصب بمصلحة محور المقاومة”، موضحا أن “ايران ليست بحاجة لان تؤكد لحلفائها أن أي مفاوضات لن تكون على حسابهم أو على حساب شعوبهم لان التجربة أثبتت أن ايران لا تتخلى عن الحلفاء أو تبيعهم أو تتفاوض عنهم ولذلك نحو نؤيد كل حوار إيراني دولي او عربي لان يساهم بتقوية محور الأصدقاء”، ورأى أن “من يجب أن يقلق هم حلفاء أمريكا في المنطقة من إسرائيل إلى بعض دول الخليج وكل من يرتزق على المواقف السياسية”، وتابع “أما أصدقاء ايران لديهم الثقة العالية أن ما يجري هو لمصلحة محور المقاومة”.
وحول الأوضاع في سوريا واليمن والعراق، قال السيد نصر الله “ما يجري مع سوريا اليوم يوضح ان ما كان يحصل سابقا ليس وضعا داخليا بحتا”، وتابع “استهداف قوى المقاومة في العراق فشل وفي اليمن الإخوة صامدون ومتقدمون والعالم يتحدث عن إنهاء الحرب بدون أي خطوات جدية”.
وأضاف “الشعب اليمني يعبر عن موقفه من القدس والقضية الفلسطينية والتطورات النوعية في الموقف اليمني والقدرات خلال السنوات الماضية هو إضافة نوعية لمحور المقاومة خصوصا في ظل هذه القيادة الصادقة والحكيمة والشابة”.
وقال السيد نصر الله “تجاوزنا مرحلة استهداف المحور والإسرائيلي اليوم مليء بالقلق نتيجة ثبات محور المقاومة وتطور قدراته”، وأوضح أن “المحاور الأخرى التي بدت في السنوات الماضية أنها قوية، اليوم بدت أنها مفككة وانتقلت إلى وضعية الدفاع عن بعض مكتسبات المرحلة الماضية”.
وعن أوضاع كيان العدو الإسرائيلي، قال السيد نصر الله “الكيان الصهيوني مأزوم ومن علامات ذلك الأزمة السياسية الداخلية وعدم القدرة على تشكيل حكومة بسبب مشاكل نتنياهو”، وتابع “الكيان تحول من كيان يقوم على أسس عقائدية إلى كيان يخدم شخص بعينه وهذا يؤكد وجود مشكلة قيادة حقيقية وهذا من علامات الوهن والأفول وبعض الصهاينة يتحدثون عن مسار الوصول إلى حرب أهلية”.
وأضاف “ما جرى بالصاروخ الذي وصل إلى ديمونا أدى إلى حدوث خضة كبيرة داخل الكيان، فهل إذا اندلعت حربا واسعة في المنطقة هل يستطيع الإسرائيلي المواجهة؟”، ولفت إلى انه “بناء لما جرى في حادثة التدافع في نيرون وكيفية التعاطي معها، بعض الصهاينة تحدثوا عن عدم جهوزية الى الحرب وأيضا فيما يتعلق بهاجس الموضوع الفلسطيني العدو قلق من العمليات في الضفة والقدس وأيضا من دخول قطاع غزة على خط المواجهة”، وأشار إلى أنه “بعد عشرات السنين بدأت تظهر علامات الأفول والوهن والضعف على كيان العدو، بينما شباب الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة يتجدد وكذلك الإيمان بالله وبقضيتنا والمضي بهذا الطريق”.
وعن ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، قال السيد نصر الله “هناك نقاش في لبنان ومفاوضات تجري بالناقورة حول ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، هناك من يسأل لماذا يصمت حزب الله وأحيانا البعض يفسر الصمت أنه نتيجة إحراج مع الحلفاء”.
وأوضح “في موضوع الحدود منذ العام 2000 أنا قلت نحن كمقاومة لا ولن نتدخل بموضوع ترسيم الحدود، نحن تمسكنا بمزارع شبعا المحتلة لأن الدولة اللبنانية أعلنت أنها لبنانية وتلال كفر شوبا وجزء من قرية الغجر”، وتابع “كذلك اليوم لم نتدخل ولن نتدخل في مسألة ترسيم الحدود البحرية، فليتحمل بقية اللبنانيين مسؤولية الحدود وترسيمها ونحن وجدنا منذ العام 2000 أن مصلحة لبنان والمقاومة أن نبقى بمنأى عن هذا الموضوع”، وأكد أن “على الدولة أن لا تتنازل عن أي حق من الحقوق وعليها أن تعرف أنها ليست ضعيفة ولا احد يستطيع أن يفرض عليها أي شيء لا الإسرائيلي ولا الأمريكي”.