عقد مجلس الوزراء اجتماعه الدوري اليوم برئاسة رئيس المجلس الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور. جرى خلال الاجتماع استعراض ومناقشة عدد من المواضيع المدرجة في جدول أعمال المجلس وفي المقدمة الوضع الاقتصادي والمستجدات في جبهات مواجهة العدوان السعودي ومرتزقته في كافة الجبهات الداخلية وفيما وراء الحدود. واستمع المجلس إلى عرض رئيس الوزراء حول الوضع الاقتصادي والجهود التي تبذل من قبل الحكومة لاحتواء تداعيات إغلاق جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية ، وما توصلت اليه اللجان الحكومية المختصة من إجراءات للحد من تلك الآثار والتي سعى العدوان من خلالها إلى قتل الشعب اليمني عبر تجويعه.. مشيرا إلى أن الخطوة التصعيدية الأخرى في هذا الجانب والمتمثلة في ضرب التجهيزات الملاحية بمطار صنعاء الدولي بهدف منع وصول للمساعدات الأممية عبره . وأكد أن الوزارات والجهات ذات الصِّلة ستواصل جهودها لاحتواء تداعيات الإغلاق واستنفار طاقاتها المتاحة للحد من تأثيرها خاصة على الوضع المعيشي .. مثمنا عالياً موقف الأمم المتحدة من إغلاق المنافذ وجهودها لإعادة فتحها أمام المساعدات الإنسانية . وثمن مجلس الوزراء المواقف الشجاعة والقوية لزعيم حزب الله السيد حسن نصر الله تجاه اليمن وما يتعرض له من عدوان سافر وحصار خانق، ووقوفه المستمر إلى جانب الشعب اليمني في محنته الراهنة وهو يواجه آلة البطش لتحالف العدوان بشقيها العسكري والإعلامي وسط صمت وتواطؤ عربي وإقليمي ودولي .. مؤكداً أن مواقفه الإنسانية والأخلاقية ستظل محل احترام وإكبار وامتنان للشعب اليمني وأجياله المتلاحقة . ولفت إلى أن ذلك ليس بغريب على شخص السيد نصر الله الذي عرف بمواقفه الصادقة والشجاعة في زمن الذل والانكسار. واستمع المجلس إلى تقرير نائب رئيس الوزراء لشؤن الأمن والدفاع، عن الأوضاع في جبهات العزة والشرف ومواجهة العدوان السعودي وأدواته في الداخل ومستجداتها في ظل الانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين في العديد من الجبهات وصدهم البطولي لزحوفات المرتزقة غير المسبوقة سيما في جبهة نهم. وأشار إلى الجهود النوعية التي تبذلها الأجهزة الأمنية في سبيل تكريس أجواء الأمن والاستقرار وضبط الجريمة بكافة أشكالها، وانعكاس ذلك على حالة الاستقرار المشهودة في أمانة العاصمة والمحافظات. وسجل المجلس تقديره العالي للقوة الصاروخية وما تنجزه من أعمال تطويرية لقدراتها الصاروخية وكذا بطولات فرسان الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين وما يقدمونه من تضحيات جسيمة دفاعا عن وطنهم وامتهم .. مؤكداً أن الحكومة لن تألوا جهدا في سبيل إسناد المقاتلين الأبطال وتعزيز صمودهم الأسطوري في جميع الجبهات .. مثمنا في الوقت نفسه الأعمال والجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية ومنتسبيها في مواجهة التحديات الأمنية والجريمة وتوطيد أجواء الأمن والاستقرار . وجدد المجلس إدانته لقيام النظام السعودي بنشر القائمة الخاصة بمجموعة من الشخصيات الوطنية وتحديدها كأهداف مشروعة لمقاتلاته وذلك في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية. وحذر من الغايات الاستباقية لإصدار القائمة وفي المقدمة التنصل عن المسؤولية القانونية التي قد تنشأ في حال استهدافه لأيٍ من الشخصيات الواردة في القائمة .. داعيا المنظمات الحقوقية الدولية غير الملوثة بالمال السعودي إلى القيام بواجبها في مناهضة هذا الإجراء الإجرامي والمنافي للقانون الإنساني الدولي والمواثيق الأخرى ذات الصالة. وحيا المجلس الانتصارات النوعية التي يحققها الجيشان العراقي والسوري ضد قوى الشر والإرهاب لصالح استقرار الشعبين الشقيقين العراقي والسوري والمنطقة عموما .. واصفا تلك الانتصارات بالتاريخية والمهمة لأمن المنطقة في الحاضر والمستقبل. وأكد أن معركة الشعب اليمني الراهنة غير بعيدة عن طبيعة المعركتين التي يواجهها الشعبين العراقي والسوري إن لم تكن هي ذات المعركة ونفس العدو الذي يغذي حالة عدم الاستقرار في المنطقة خدمة لمصالح إقليمية ودولية .. مؤكداً أن اليمن وبفضل من الله سبحانه وتعالى وصمود شعبه واستبسال رجاله من الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين ماضٍ على طريق النصر على المعتدي السعودي وأذنابه والمساهمة أيضا في إسقاط المشروع التخريبي والتدميري والتمزيقي للمنطقة العربية . واستمع المجلس إلى تقرير وزير الثقافة عن التحضيرات التي تجريها الوزارة للاحتفال باليوبيل الذهبي لذكرى الاستقلال المجيد ?? نوفمبر .. وأكد على كافة الوزارات، الاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية بما يليق ومكانتها السامقة في مسيرة كفاح الشعب اليمني كعلامة فارقة في تاريخه المعاصر. وهنأ المجلس بهذه المناسبة المجلس السياسي الأعلى وجماهير الشعب اليمني في الداخل والخارج بقرب حلول هذه الذكرى الغالية التي تذكر برحيل أخر جندي بريطاني من أرضنا اليمنية الطاهرة .. مؤكداً على الدلالات الوطنية والإنسانية السامية لهذه المناسبة التي تهل على الوطن وهو يعيش وضعا استثنائيا ويواجه فيه عدوانا غاشما وحصارا شاملا واحتلالا جديدا بأدوات عربية لبعض محافظاته. وأعرب عن ثقته في أن الشعب اليمني الذي صنع انتصاراته على المستعمر البريطاني ودحره إلى غير رجعة، حتما قادر على طرد المستعمرين الجدد وإفشال كافة رهاناتهم الخاسرة في النيل من سيادة ووحدة وطننا الغالي. ولفت إلى أن التضحيات الجليلة التي بذلها مناضلي الرعيل الأول في سبيل الإنعتاق من الإستعمار ينبغي أن تكون نبراسا لأجيال اليوم في المقاومة ومقارعة المحتلين الجد. ودعا المجلس بهذا الخصوص الرجال الأوفياء والمخلصين لوطنهم في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال السعودي والإماراتي إلى مناهضة المحتلين ومشروعهم الخبيث بكافة الوسائل والإمكانات المتاحة